ابنا : كشفت مصادر مقربة من السفارة الاميركي ة في بغداد عن وصول وفد يضم عددا من اعضاء الكونغرس الاميركي ومتخصصين بالشان العراقي من مجلس الامن القومي الاميركي والمخابارت المركزية الاميركية ، الى بغداد اليوم الاثنين ، للقاء زعماء ومسؤولين سياسيين .
وتاتي هذه الزيارة ضمن سلسلة من الجهود الاميركية بهذا الاتجاه يشرف عليها نائب الرئيس الاميركي بمشاركة مجلس الامن القومي الاميركي ، ووزارة الخارجية الاميركية وجهاز المخابرات الاميركية السي آي أي " CIA " .
وكان اخر هذه التدخلات هو التصريح المثير الذي اطلقه السفير الاميركي في بغداد جبفري جيمس الذي تضمن اسلوبا خارج السياقات البروتوكولية المعتادة بين الدول ، وتضمن تصريحه اعلانعتراض على المالكي لاسناد اي مناصب وزارية امنية ، بعدما نشرت شبكة نهرين نت الاخبارية ان المالكي قدم كتابا اعتذر فيه للتيار الصدري على عن طريقة تعامله مع التيار الصدري الذي بلغ حد استخدام القومة المفرطة كما في عمليات صولة الفرسان ، وعمليات حصار مدينة الصدر ، كما قدما تعهدا للتيار الصدري على مشاورتهم وبقية الحلفاء قبل اتخاذ اي قرار في الحكومة المقبلة .
كما طالب السفير الاميركي وبشكل ايضا شاذ وخارج سياقات البروتوكول الدبلوماسي ، طلب من التيار الصدري ان يحدد المسار الذي سيختاره ، وعليه ان يترك العمل العسكري اذا كان راغبا في خوض غمار العملية السياسية .
وهذه التصريح للسفير الاميركي رد عليه التيار الصدري اعتراضا وادانة .
وعلى صعيد متصل ،كشفت مصادر صحافية أميركية أن إدارة الرئيس باراك أوباما قد كثفت من ضغطها على القيادات السياسية في العراق لتكوين حكومة تحالف واسعة النطاق مع تهميش كتلة الزعيم الشيعي مقتدي الصدر المناوئ للولايات المتحدة.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين على صلة بالمفاوضات الجارية بين واشنطن وبغداد القول إن "الإدارة سعت وحصلت على ضمانات بأن رئيس الوزراء نوري كمال المالكي لن يعرض على أتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مناصب يتولون بمقتضاها المسؤولية عن قوات الأمن العراقية مقابل دعمهم للمالكي".
واذا صح ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز فهذا الامر يعني اول تخل من المالكي عن وعوده التي قطعها للتيار الصدري مقابل ضمان الحصول على دعمه وتاييده لترشيحه لمنصب رئيس الوزراء ، اذا لولاه لما امسى مرشحا باسم التحالف الوطني بدلا من عادل عبد المهدي مرشح المجلس الاعلى .
وأضافت صحيفة النيويورك تايمز أن الدعم المفاجئ للصدريين لمسألة تولي المالكي رئاسة الوزراء بعد أسابيع قليلة على معارضتهم لترشيحه لهذا المنصب لولاية ثانية أثارت القلق في واشنطن وأضفت عجلة على جهود إقناع المالكي بضم الفصائل الرئيسية الأخرى في العراق في حكومته الجديدة.
وتابعت الصحيفة قائلة إن "المسؤولين الأميركيين فوجئوا عندما انضم الصدريون إلى تحالف المالكي في أول الشهر الجاري لترشيحه لولاية جديدة مما منحه الأغلبية في البرلمان المؤلف من 325 عضوا وزاد في الوقت ذاته من مخاوف قيام الأغلبية الشيعية القريبة من إيران بتهميش السنة في العراق".
ونسبت الصحيفة إلى أمير الكنعاني أحد أعضاء البرلمان الجدد عن الكتلة الصدرية القول إن "حكومة الولايات المتحدة فضلت دوما بعض الكتل العراقية على أخرى منذ قيام الصدريين بمقاومة الاحتلال".
والجدير ذكره ، ان الجهد الاميركي ينصب على دعم حلفائهم وبخاصة قائمة " العراقية " التي يتزعمها اياد علاوي والتي تمثل العرب السنة الذين يحظون بدعم من النظام الاقليمي السني في المنطقة ايضا وبخاصة السعودية والامارات، وقد اتضح هذا الانحياز الاميركي للعراقية ، بشكل جلي اثناء خوض الانتخابات التشريعية الاخيرة في 7 مارس الماضي وما بعده ، كما تجلى هذا الانحياز من الادارة الاميركية في دعم " العراقية " وضرب التحالف الشيعي بعد الانتخابات من خلال زيارات نائب الرئيس الاميركي بايدن للعراق واتصالاته الاسبوعية مع مسؤولين وقادة كتل سياسية ، ومن خلال زيارات نائب وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان الذي حرص على العمل لتفكيك التحالف الوطني ودعم قائمة العراقية ، بالاضافة الى اكثر من اربع زيارات قامت بها وفود من الكونغرس ومجلس الامن القومي الاميركي والمخابرات المركزية للعراق لتحقيق هذا الهدف .
انتهی/158