ابنا : واعتبر في كلمة ألقاها مساء أمس في الليلة الخامسة من مجالس عاشوراء التي يقيمها حزب الله في مجمع سيد الشهداء (ع) بالضاحية الجنوبية، أن تجربة لبنان في حرب تموز 2006 هي واحدة من مصاديق تجربة كربلاء، لافتاً إلي التفاف المواطنين اللبنانيين حول المقاومة وصمودهم وثباتهم علي مواقفهم رغم كل ما تعرضوا له من تدمير ومجازر وقتل وتشريد .
و كشف السيد نصر الله أن ' بعض المؤسسات العلمية الأجنبية أجرت دراسات بعد حرب تموز حيث كان الطيران يقصف فيها مدننا وقرانا وبيوتنا لمدة ثلاثة وثلاثين يوما، ودُمرت البيوت والأرزاق والحقول وقُتل المدنيين والأطفال وكل ذلك يراه الصغار والكبار، وأيضا علي التلفزيون، وأكثر من مليون إنسان مهجر عاشوا خارج بيوتهم'.
و أضاف: 'لقد أجروا دراسة علي هؤلاء بعد ما جري عليهم في هذه الحرب، والتي انتهت بانتصارهم، حيث كان فيها شدائد وبلاءات ومصائب، فقدنا فيها أعزّة، وفقدنا فيها إخوة وأحبّة، وفقدنا فيها مال، وفقدنا فيها أمن، وعشنا فيها تهديدات كبيرة وخطيرة، وتآمر علينا كثيرون، وهذا نراه في 'ويكيليكس' يوما بعد يوم والذي سنراه أعظم ...'
و تابع السيد نصر الله: إن 'الحروب عادة تزيد الأزمات النفسية وتزيد الانهيارات الاجتماعية وتزيد الانحراف والسقوط والتراجع، لكن ذهلوا بنتائج الدراسة التي نشرت في الصحف وفي بعض المجلات'.
و قال: لقد تفاجأ الباحثون 'كيف أن هؤلاء الناس صبروا وتحملوا وعادوا إلي بيوتهم وقراهم وعمَّروا بيوتهم وتحملوا وصبروا واحتسبوا (...) ، و اكتشفوا (الباحثون) من خلال السؤال والجواب وأخذ العينات من الكبار والصغار وعوائل الشهداء والنساء والأطفال وأناس عاديين، أنّ هناك اسمين لهما حضور كبير جداً في الأجوبة وهذا في الدراسة وليس من عندي ـ هما: الحسين و زينب.... عليهما السلام'.
و أكد السيد نصر الله أن 'الطاعة والانضباط لدي مقاومي حزب الله هي أحد أسباب الانتصار في حرب تموز 2006'، وقال: 'إن من أسباب النصر هو عدم الالتفات إلي حطام الدنيا، والسعي نحو الآخرة وطلب الشهادة في سبيل الله'، مشيراً إلي الدروس والعبر المستفادة من معركتي بدر وأُحد في زمن الرسول الأعظم (ص) لافتاً إلي أن 'من كان في بدر هم جماعة المؤمنين الذين كانوا قلة، وفي المقابل جبهة المشركين كانت جبهة ضخمة، ولكن في بدر المسلمون كان يريدون الآخرة، فأطاعوا الرسول (ص) في كل شيء، فنصرهم الله في بدر بعد أن كانوا أذلة'.
و قارن السيد حسن نصر الله بين هذه المعركة ومعركة أُحد 'حيث كان النصر حليف المؤمنين في البداية، فبدأ المشركون بتولية الأدبار، لكن البعض طَمِع بالدنيا، فتحول النصر خلال دقائق إلي هزيمة، وكاد الرسول (ص) أن يقتل، وتشتت الصحابة (رض)، وذلك بسبب تعلق البعض بحطام الدنيا وتركهم للأماكن التي أوصي بها الرسول (ص) في بداية المعركة'.
و خلص السيد نصر الله إلي أن 'كربلاء تتحول إلي قدوة، طبعاً بالمعني الأوسع وبالمعني الإسلامي، والإيمان بالله والإيمان بالآخرة، فالحسين وزينب مرجعهما إلي هنا، الإيمان بالله وبالآخرة وبالقيامة وبالزهد بالدنيا والتعلق برسول الله ولكم في رسول الله أسوة حسنة، ولذلك حيث يوجد إيمان بالله وبرسله وملائكته وكتبه وباليوم الآخر، حيث يوجد تعلق بالآخرة وزهد بالدنيا سيكون هناك صبر وقدرة علي التحمل بمواجهة البلاءات والشدائد'. مؤكداً علي 'مواجهة المصيبة بالعلم والمعرفة وبالدعاء، وبالاستعانة بالله عز وجل، وبالصبر وبالتأمل وبالتفكر وبالثبات وبالتأسّي، متعلمين من رسول الله (ص) وأئمتنا (ع) ومن كتاب الله عز وجل فنحن أتباعهم والمؤمنون بهم'.
انتهی/158