ابنا : بدأ الفوزان محاضرته التي أدارها محمد آل هتيلة، بالتأكيد على أنه لم يأت "منظرا ولا محاضرا" بل جاء لطرح بعض الأفكار والنقاش حولها مع الحاضرين. ثم انتقل إلى موضوع المحاضرة، حيث أكد أن النقاش حول مفهوم الوحدة الوطنية نقاش عالمي، يلحظ في معظم دول العالم "ولذا لا حرج لدينا من هذا الأمر"، وقال: إن أي محاولة للإساءة لهذا الكيان خيانة لأجدادنا الذين تكاتفوا مع الملك المؤسس لبناء وطن ننعم فيه بالأمن والخير، لكن الحوار الشفاف حول مشكلاتنا هو أساس الحفاظ على هذا الكيان.
ثم تحدث المحاضر عن ما وصفها بـ"مهددات الوحدة الوطنية" ومنها ـ حسب رأيه ـ محاولة جعل المجتمع نسخا كربونية، بدلا من الاستفادة من التنوع العرقي والقبلي والمذهبي في بناء مجتمع متماسك، وانتهاك الحقوق الشخصية لاعتبارات القبيلة والمذهب أو المنطقة مثلا، مما سيخلق أزمة ثقافية واجتماعية تهدد وحدة أي وطن. وتابع: من المهددات التحيز التنموي لمنطقة دون أخرى، وهو ما بدأت تعالجه بشكل جذري الحكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين. ودلل على ذلك ـ ضاحكا ـ بالقول: إن معظم شوارع مدينة نجران أفضل وأجمل بكثير من بعض المناطق والمدن الأخرى.
وانتقد المحاضر في هذا الإطار بعض مظاهر "الفساد المالي والإداري"، لكنه أكد "أن الجميع يلمس توجها صريحا من الحكومة لمعالجة هذا الملف الشائك".
وفي ورقته ـ التي جمعت بين المكتوب والارتجالي ـ اقترح عدة نقاط للحفاظ على الوحدة الوطنية، منها نشر الوعي السياسي لدى أفراد المجتمع وتبصيرهم بالمخاطر التي تهدده في عالم مضطرب، وكذلك الوقوف في وجه كل أنواع الإرهاب والتشدد والأفكار المتطرفة.
وكانت أبرز نقطة اتفق الفوزان وبعض المداخلين عليها هي دعوة صريحة إلى "سن قوانين تجرم وتعاقب كل من يدعو إلى العنصرية أو المذهبية أو القبلية، ويتخذ الأمر وسيلة لتهديد الكيان الوطني الواحد". وقال ردا على أحد المتداخلين: "أقسم بالله إنني أؤيدك جدا في هذا الطلب".
وتنوعت المداخلات التي زادت إثارة المحاضرة بين وصف لملتقيات الحوار الوطني بـ"الحوار الديموقراطي الانتقائي.. الذي يُحضر هذا ويُغيب ذاك" حسب رأي أحدهم، وبين تساؤل حول "تحليل البعض لسرقة المال العام"، ومتى نعرف حقوقنا الخاصة والعامة؟.
انتهی/158